
فاجأني صديقي الذي كثيرا ما يحاورني وهو المعارض دوما المعترض دائما … قال لي:
هل تستطيع مصر أن تنتصر على إسرائيل لو قامت بيننا وبينهم حرب بسبب غزة ….!؟
نظرت إليه مليا أتفحصه ثم أردفت قائلا :
يارجل .. هل تتذكر المقاييس بين جيش الكيان البغيض وجيش مصر العظيم قبل حرب أكتوبر/ رمضان المجيدة عام 73 وكيف كان الغرور والاطمئنان مسيطران على قادتهم وكل من يناصرهم …
وإذا تحدث أحد وقتها عن إمكانية تحقيق انتصار مصري وحسبوا حسبتها كانوا يعتبرونها نكتة بايخة لا تضحك أحدا …
ومع ذلك فاجأ هذا الجيش البطل الصديق قبل العدو وعبر المانع المائى الذي كان محصنا بساتر ترابي هائل محصن وملغم بأنابيب النابالم الحارقة ..
ويستطيع عباقرة سلاح المهندسين ومعهم رجال الضفادع البشرية البواسل في فتح ثغرات هائلة في الساتر … وسد أنابيب النابالم لمنع إشعال سطح مياه القناة …
ويتم عبور الساتر الترابى الذى كانو يروجون أنه لا يستطيع أحد إزالته حتى ولو ضرب بالقنابل النووية فتمت إزالته أو بمعنى أدق إذابته بخراطيم المياه بفكرة عبقرية لتعبر القوات المصرية في موجات متتابعة ليدكوا بيت العنكبوت ” خط بارليف ” بتحصيناته ودشمه بكل ما فيها ومن فيها .. كل ذلك حدث في أقل من ست ساعات …
أما اليوم فالوضع اختلف وبصورة كبيرة .. المسافة بيننا وبينهم أصبحت .. صفرا…
الباب في الباب … لا مانع مائي ولا حتى بري
وجيشنا بشهادتهم وشهادة من يحمونهم أصبح واحدا من أفضل وأقوى الجيوش عددا وعتادا وتدريبا وتنظيما …
وأصبحت المقاييس بين جيش مصر وجيش «النت»ن مختلفة وفي صالح جيش مصر .. ثم لاتنسى أن

جيش الاحتلال منهك مشتت فهو يخوض معارك طويلة وضارية منذ أكثر من عام على جبهة غزة والتي ذاق فيها الأمرين … كما تورط في حرب الجنوب اللبناني … وغرز أيضا في جبهة سوريا … والآن يحارب في الضفة …
فهل تظن أنه يستطيع أن يفتح جبهة جديدة ضد واحد من أقوى الجيوش في العالم …
كما أنهم يعرفون الحكاية جيدا ..
الحكاية ليست مجرد سلاح متطور وجبار وشفرات وتكنولوجيا معقدة …
الحكاية ليست شمال سيناء التي امتلأت بالمجنزرات والآليات والمعدات الثقيلة على كل شبر فوقها وتحتها فأصبحت مناطق عسكرية محصنة ….
الحكاية حكاية الجندى المقاتل الشرس صاحب العقيدة …
الجندي الذي يظهر معدنه الحقيفي وقت النزال (مالوش مالكة) …
هنا ستقول لى وماذا عن أمريكا ..؟
سيكون الرد ببساطة وبوضوح:…
ومن أين ستأتي أمريكا !!؟؟
البحار بحارنا والقناة قناتنا …
وحتى لو افترضنا أنهم سيأتون ..
فهل سيلحقونهم بالسرعة المطلوبة بعد أن أصبحنا في المسافة صفر !!؟
وعلى فرض أنهم سيلحقوهم بجنودهم وأسلحتهم … أين سيتمركزون وكل مساحة دولة الكيان لا تحتمل ولا تتحمل …
( علشان كده أبو حنان المنفوخ على الفاضى عاوز يكبرها ويشيل الجدار ليه .. عشان يجّرشوا في البراح )
لذلك هو هدفه يدخّل بجيشه مبكرا بحجة ما يسميها ” مدينة الشمس ” من أجل أن يلحقهم قبل أن يتم افتراسهم والقضاء عليهم …
يا صديقي … الوضع أصبح صعبا على أولاد الغم ..
كما أن ( العم سام ) ورطهم وألبسهم في حائط مسدود وهم لا يدرون …
فهم لا يقدرون بمفردهم أن يواجهوا ولن يقدروا هم أن يلحقونهم ولا حتى يداووا جراحهم أو حتى يواسونهم …
هنا تكون الورطة التي وقع فيها الطاووس الترامبي وأوقع فيها تابعه ” النتن ” والتي جعلته يفكر كيف يرجع في كلامه !!؟؟
في النهاية لن يجد سوى أنه يقتنع بكلام الصقر المصرى الذي سيزوره في عقر داره وبطلب منه …
وساعتها بلاها ” شمس ” ..
وتعال نفكر سويا في مخرج من هذا المأزق الذي ورطوا أنفسهم فيه …
ومن الأفضل أن يعيش الكيان داخل حدودهم بدلا من أن يضيع منهم كل شيء وتغيب شمسهم ويبقي ذنبهم في رقبة الطاووس الترامبي المغرور تغيب ويبقى هو السبب ….
طبعا كل هذا لم يكن ممكنا حدوثه بدون وقفة مصر قيادة وجيشا وشعبا …
تلك الوقفة التي قوت ودعمت الأشقاء في الأردن … وأفاقت الأخوة في الخليج …
لقد أصبح الوقت مناسبا لعقد قمة عربية في القاهرة …
قمة تجمع العرب على كلمة سواء، تخرج عنها قرارات وليس مجرد توصيات …
قرارات قوية تعلن الرفض التام للتهجير أو الإبعاد للفلسطينيين …
تطلب حل الدولتين …
تعلن خطة واضحة لتعمير القطاع بأيدي وخبرات وأموال عربية …
نحن أمة قوية .. لسنا ضعفاء ليتحكم فينا شرذمة من المرتزقة احتلوا أرضنا ونهبوا ثرواتنا ..
وأضاعوا هيبتنا وكرامتنا …ولقد آن الأوان أن يخرج المارد من قمقمه الذي حبس نفسه فيه بإرادته ..
اللهم انصرنا واحفظ بلادنا من كل شر
اللهم نصرك الذي وعدت …






